مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6379 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

وكان يعتني بكتابة بلاغات المقابلة في الطرر، كما في (ق: 4/ أ، 6/ ب، 14/ ب، 15/ ب، 25/ أ، 28/ أ، 29/ أ، 36/ أ)، ثم انقطع عن كتابتها حتى (ق: 167/ ب)، فهل قابل ما بين ذلك في جلسة واحدة؟، ثم لم يكتبها بعد إلا مرتين (ق: 200/ ب، 241).
ومن مظاهر عنايته: أنه يعيد ما لم يجوِّد كتابته في المتن بحذائه في الطرة، وفوقه كلمة "بيان"، كما في (ق: 4/ ب، 18/ ب، 31/ أ، 34/ ب، 37/ ب) وهكذا إلى آخر الكتاب.
وما يخطئ فيه يضرب عليه ضربًا رفيقًا.
ويجتهد في رسم الكلمات المشكلة كما وقعت في الأصل الذي ينقل عنه، فلا تتحرر قراءتها، ويبقى الرسم محتملًا لقراءات أخرى، كما صنع ابن بردس، إلا أن الثاني أدقُّ في الرسم وأكثر اجتهادًا.
ويجتهد أحيانًا فيقرؤها على خلاف الصواب.
وانتقل نظره في مواضع قليلة، فسقطت عليه بعض الجمل، وفاته استدراكها في المقابلة.
ويستشكل أحيانًا بعض الكلمات، فيكتبها في الطرة بحذاء موضعها، وفوقها: "كذا".
ومن عوائده: أنه يضع خطًّا فوق بدايات الفصول ونحوها مما يريد تنبيه القارئ إليه (1)، كما أنه يكتب تلك الكلمات بخط أغلظ، ويكتب بخطٍّ دقيقٍ

الصفحة

58/ 107

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،

الصفحة

3/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !