مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6481 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

والمعترف بالخطأ والزلل، والمسيء في القول والعمل: أحمد بن محمد بالصعيديِّ يُعرَف، المكي، الحنبلي، عفا الله عنه، وكان تمام ذلك في الثاني والعشرين من شهر الله المحرَّم شهر رجب المكرَّم عام أحد وأربعين وثمان مئة من الهجرة النبوية، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وفي طرة الخاتمة بخطٍّ غير معجم: "بلغ مقابلة بحسب الطاقة، ولله الحمد والمنة". ثم تحته بخطٍّ أوضح معجم الحروف: "بلغ مقابلةً وتصحيحًا على نسخة بخط مؤلفه بحسب الجهد والطاقة".
والظاهر أن كليهما خط الناسخ، قابل النسخة أول مرة على أصلها الذي انتسخها منه، ثم وقف على نسخة المصنف فقابل الكتاب بها مرة أخرى (1).
وآثار المقابلة باديةٌ على صفحات النسخة، فالتصحيحات المختومة بـ (صح)، واللحق واستدراك السقط، لا تكاد تخلو منها ورقة.

ومن ذلك: أنه في (ق: 3/ ب) وجد بياضًا في موضعٍ من الأصل الذي ينقل منه، فقدَّر أنه بضع كلمات، فترك له فراغًا بقدر ذلك، وكتب في الطرة: "بياض"، ثم حين قابل نسخته بنسخة المصنف إذا الساقط أكثر مما قدَّر، فاستدركه في موضعه بخطٍّ دقيق وأكمل الباقي في الطرة.

الصفحة

57/ 107

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،

الصفحة

3/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !