مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6811 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

وعدد أوراقها 325 ورقة، في الصفحة 23 سطرًا، وفي السطر نحو من 17 كلمة.

وقد لقيت هذه النسخة ضروبًا من العناية، فأول ذلك ضبطُ ابن بردسٍ نصَّها بالشكل، وعنايته بعلامات الإهمال، فيضع فوق الحرف المهمل علامةً كقلامة الظفر المضجعة، لا يكاد يخلُّ بذلك، ثم مقابلته لها على الأصل وإن لم ينص على ذلك، لكن التصحيحات المثبتة في طرر النسخة المختومة بـ "صح" (ق 3/ ب، أ، 4/ أ، 6/ أ، 8/ أ، 10/ أ، 12/ ب، 14/ أ، 17/ ب، ... )، واللحق واستدراك السقط (ق 2/ ب، 3/ ب، 5/ أ، 10/ أ، ... )، ولا تكاد تخلو منهما ورقة= يدلَّان على المقابلة.
وما طغى فيه القلمُ أو الحبر أعاد كتابته في الطرة مجودًا، وفوقه كلمة "بيان"، وربما ختمه بـ "صح" (ق 30/ ب، 39/ أ، 51/ ب، 75/ أ، 80/ ب، ... ).
ويميِّز الفصول ونحوها، فيكتبها بخطٍّ كبير محبَّر.
وختم النسخة بقوله: "نجز الكتاب المسمى بمفتاح دار السعادة، وهو كتابٌ نفيس، لا يملُّه الجليس، وفيه من بدائع الفوائد وفرائد القلائد ما لا يوجد ذلك في سواه، وفيه من البحوث ما يستقصي كلَّ علم إلى منتهاه، واسمه مطابقٌ لمسمَّاه، ولفظه موافقٌ لمعناه؛ فإن فيه من الإفادة ما يحدو إلى دار السعادة. وذلك على يد أفقر خلق الله إليه، المتوكل في جميع أحواله عليه، والمعترف بالخطأ والزلل، والمسيء في القول والعمل: إسماعيل بن محمد بن بردس، عفا الله عنه، وكان تمام ذلك في التاسع عشر من شهر شعبان المكرم عام ستة وستين وسبع مئة من الهجرة النبوية، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

الصفحة

50/ 107

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،

الصفحة

3/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !