مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

14741 6

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

تاريخ تأليف الكتاب ليس في الأصول الخطية التي اعتمدنا عليها ما يشير إلى تاريخ تأليف الكتاب، لكن النظر فيما وصلنا من مصنفات ابن القيم رحمه الله يدل على أنه لم يتوفَّر على التصنيف إلا بعد وفاة شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية وخروجه من سجن القلعة ثالث عشري ذي الحجة سنة 728 (1).
ويشبه أن يكون توجَّه بعد ذلك إلى مكة وجاور بها، وفيها صنَّف "الفتوحات القدسية"، و"التحفة المكية"، وأظنهما مجموعين كما قدمتُ الإشارة لذلك، وأحال في "مفتاح دار السعادة" على الكتاب الأول، ثم "تهذيب السنن" سنة 732، وأحال في "المفتاح" عليه، ثم "المفتاح"، فإنه صرَّح في مقدمته (ص: 126) بأنه من بعض النُّزُل والتحف التي فتح الله بها عليه حين انقطاعه إليه عند بيته، ثم ابتدأ "زاد المعاد" وأحال فيه على "المفتاح".
ويشبه كذلك أن يكون تصنيف "المفتاح" قبل "طريق الهجرتين"، ويدل

لذلك إحالته في "طريق الهجرتين" (124) على كتابه الكبير في المحبة، وقد وعد في مقدمة "المفتاح" بتأليفه.
وحين حكى في "طريق الهجرتين" (808) الخلاف في المفاضلة بين النخيل والعنب قال: " ... وذكرت كلُّ طائفة حججًا لقولها قد ذكرناها في غير هذا الموضع". وهي مذكورةٌ في "المفتاح" (ص: 656).

الصفحة

18/ 107

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،

الصفحة

3/ 1603

مرحباً بك !
مرحبا بك !