مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6317 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد

الصفحة

1/ 107

ولولا المُمْسِكةُ كيف كان الطَّعام يذهبُ (1) في الجوف حتى تَهْضِمَه المعدة؟! ولولا الهاضمةُ كيف كان ينطبِخُ (2) حتى يَخْلُصَ منه الصَّفوُ إلى سائر أجزاء البدن وأعماقه؟! ولولا الدَّافعةُ كيف كان الثُّفْلُ المؤذي القاتلُ لو انحبَس يخرجُ أوَّلًا فأوَّلًا، فيستريحُ البدن، فيخفُّ ويَنْشَط؟! فتأمَّل كيف وُكِّلت هذه القُوى بك والقيام بمصالحك.
فالبدنُ كدارٍ للمَلِك فيها حشَمُه وخدمُه، قد وكَّل بتلك الدَّار قُوَّامًا (3) يقومون بمصالحها، فبعضهم لاقتضاء حوائجها وإيرادها عليها (4)، وبعضهم لقبض

الوارد وحِفظه وخَزْنه إلى أن يُهيَّأ ويُصْلح، وبعضهم يقبضه فيهيِّئه ويصلحُه ويدفعُه إلى أهل الدَّار ويفرِّقُه عليهم بحسب حاجاتهم، وبعضهم لكَسْح الدَّار (5) وتنظيفها وكَنْسِها من الزِّبْل والأقذار.
فالمَلِك: هو المَلِكُ الحقُّ المبينُ جلَّ جلاله، والدَّار: أنت (6)، والحَشَم والخدم: الأعضاءُ والجوارح، والقُوَّامُ عليها: هذه القُوى التي

الصفحة

786/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !