مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6198 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد

الصفحة

1/ 107

حديث ثوبان، قال: كنتُ قائمًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فجاء حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السَّلامُ عليك (1) يا محمَّد. فدفعتُه دفعةً كاد يُصْرَعُ منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول الله؟! فقال اليهودي: إنما ندعُوه باسمه الذي سمَّاه به أهلُه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«إنَّ اسمي محمدٌ الذي سمَّاني به أهلي».

فقال اليهودي: جئتُ أسألك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

: «أينفعُك شيءٌ إن حدَّثتك؟!»

قال: أسمعُ بأذني. فنكَت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعُودٍ معه، فقال:

«سَل».

فقال اليهودي: أين يكونُ الناسُ يوم تبدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرض والسموات؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

«هم في الظُّلمة دون الجِسْر».

قال: فمن أوَّلُ الناس إجازةً؟ قال:

«فقراء المهاجرين».

قال اليهودي: فما تحفتُهم حين يدخلون الجنَّة؟ فقال:

«زيادةُ كبد النُّون (2)».

قال: فما غذاؤهم (3) على إثرها؟ قال:

«يُنْحَرُ لهم ثَورُ الجنَّة الذي يأكلُ من أطرافها».

قال: فما شرابهم عليه؟ قال

: «مِنْ عَيْن تسمَّى سلسبيلًا».

قال: صَدَقْتَ، وجئتُ أسألك عن شيءٍ لا يعلمُه إلا نبيٌّ أو رجلٌ أو رجلان. قال:

«ينفعُك إن حدَّثتك؟!»

قال: أسمعُ بأذني.
قال: جئتُ أسألك عن الولد؟ قال:

«ماءُ الرَّجل أبيض، وماءُ المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فَعَلا منيُّ الرَّجل منيَّ المرأة أذكَرا بإذن الله، وإن علا منيُّ المرأة منيَّ الرَّجل آنثا (4) بإذن الله».

قال اليهودي: لقد صَدَقْتَ، وإنك لنبيٌّ. ثم انصرف، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

«لقد سألني عن هذا الذي سألني عنه وما لي علمٌ به، حتى أتاني الله به».

الصفحة

735/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !