«لا يُورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ»
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]
المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1603
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد
ولم يتفرَّد أبو هريرة بروايته عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بل رواه معه من الصحابة من ذكرناه.
وقوله:
«لا يُورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ»
صحيحٌ أيضًا، ثابتٌ عنه - صلى الله عليه وسلم -.
فالحديثان صحيحان، ولا نسخَ ولا تعارضَ بينهما بحمد الله، بل كلٌّ منهما له وجه.
وقد طعَن أعداءُ السنَّة في أهل الحديث، وقالوا: يروُونَ الأحاديثَ التي ينقضُ بعضُها بعضًا ثمَّ يصحِّحونها، والأحاديث التي تخالفُ العقل.
فانتدبَ أنصارُ السنة للردِّ عليهم، ونفي التعارض عن الأحاديث الصحيحة، وبيان موافقتها للعقل.
قال أبو محمد بن قتيبة في كتاب «مختلف الحديث» (1) له: «قالوا: حديثان متناقضان.
قالوا: رويتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
«لا عدوى ولا طِيَرة»
، وأنه قيل له: إنَّ النُّقْبةَ تقعُ بمِشْفَر البعير (2)، فتَجْرَبُ لذلك الإبل، فقال:
«فما أعدى الأول؟»
(3) هذا أو معناه.