: «اذهَب فقد احترقَ منزلُك»
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]
المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1603
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد
ولكن وجه ذلك ــ والله أعلم ــ أنَّ هذا القولَ كان منه مبالغةً في الإنكار عليه؛ لاجتماع أسماء النار والحَرِيق في اسمه واسم أبيه وجدِّه وقبيلته وداره ومسكنه، فوافَق قولُه
: «اذهَب فقد احترقَ منزلُك»
قَدَرًا لعلَّ قوله كان السَّبب.
وكثيرًا ما يجري مثلُ هذا لمن هو دون عُمَر بكثير، فكيف بالمُحَدَّث المُلْهَم الذي ما قال لشيءٍ:
«إني لأظنُّه كذا»
إلا كان كما قال، وكان يقول الشيءَ ويشيرُ به فينزلُ القرآنُ بموافقته، فإذا نزل الأمرُ الدينيُّ بموافقة قوله فكذلك وقوعُ الأمر الكونيِّ القدريِّ موافقًا لقوله.
ففي «الصحيحين» (1) عن عائشة رضي الله عنها عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول:
«قد كان في الأمم قبلكم مُحَدَّثون، فإن يكن في أمَّتي أحدٌ منهم فعمر بن الخطاب».
قال ابنُ وهب: تفسير «مُحَدَّثون»: مُلْهَمُون (2).
وفي «صحيح البخاري» (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجالٌ يُكَلَّمون (4) من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن في أمَّتي منهم أحدٌ فعمر».
وفي «الصحيحين» (5) عن عمر رضي الله عنه قال:
«وافقتُ ربِّي في