فتيا في صيغة الحمد
515
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (٧)]
تحقيق: عبد الله بن سالم البطاطي
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: ٤٣
قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
فهرس الموضوعات
- مقدمة التحقيق 5
- حمد الله من أفضل القربات 6
- حديث أنس مرفوعاً " وما من شيء أحب إلى الله من الحمد " 7
- حديث جابر مرفوعاً " أفضل الذكر (لا إله الا الله) ...." 7
- سؤال اهل العلم عن صيغ الحمد 7
- مضمون الفتيا 8
- المعنى الذي رده المؤلف -قد نقل ردُّه ايضا ً- عن جماعة من المتقدمين 9
- أمور تتعلق بالفتيا 11
- الأول: ان للأثر اسنادا ً ذكره الحافظ 12
- الثاني: انه مروي عن محمد بن النضر، وليس عن أبي نصر التمّار 12
- الثالث: أشار ابن رجب الى انه روي مرفوعا ً وموقوفا ً 12
- الرابع: ان ما ورد في بعض الاحاديث الاخرى لا يقوّي معنى الأثر 13
- نسبة الفتيا لابن القيم 14
- النسخ المعتمدة في التحقيق 16
- عنوان المخطوط 17
- طبعات الكتاب 18
- منهجي في التحقيق 19
- النص المحقق 3
- سؤال المستفتي 3
- ليس لهذا الحديث اسناد 4
- رواية ابي نصر التمار للاثر 5
- ظن بعض الناس ان هذه الصيغة أفضل صيغ الحمد 5
- مسألة في اليمين تتعلق بالحمد 5
- معنى ( يوافي نعمه ) 6
- معنى ( يكافئ ) 6
- ما ورد في القرآن من ألفاظ الحمد 7
- لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحمد الله بهذه الصيغة 9
- ما ورد من الحمد بعد الفراغ من الطعام 9
- جواب شيخ الاسلام عن معنى ( غير مكفيِّ ) 10
- جواب المؤلف لما ذكروه من تفسير ( يوافي نعمه ) 11
- تفسيرهم لـ( يكافئ مزيده ) يحتمل معنى صحيحا ً ومعنى فاسدا ً 11
- جواب المؤلف عن المعنى الفاسد 12
- عوْد المؤلف الى تفسير ( غير مكفي ) 14
- اختلف من مراد قوله ( غير مكفي ) على أقوال 14
- جواب ابن قُرْقُول 15
- كلام ابي اسحاق الحربي 15
- مذهب الخطابي في ذلك 16
- تفسير قوله ( ولا مودّع ) 16
- اعراب لفظ ( ربنا ) في الحديث 17
- القول الثالث في معنى غير مكفيّ 17
- اختيار المؤلف فيما سبق 17
- كلام شيخ الاسلام في ذلك 18
- احاديث الحمد بعد الطعام 18
- خطبة الحاجة 21
- حديث الحمد عند رؤية المبتلى 22
- حديث كفارة المجلس 22
- حديث الحمد عن العُطاس 24
- ما يقال عند ركوب الدابة 25
- حمد الله عند رؤية ما يحب، وما يكره 26
- ما يقال عند الرفع من الركوع 26
- دعاء الاستفتاح في قيام الليل 27
- دعاء اخر للاستفتاح 28
- اذا عطس وهو في الصلاة 29
- حديث آخر 29
- حديث آخر فيما يقال بعد الرفع من الركوع 30
- ما ورد من حَمد الملائكة 31
- ما ورد من حمد الصحابة 31
- احاديث الحمد بعد الخروج من الخلاء 31
- احاديث الحمد اذا استجد ثوبا ً 32
- دعاء يوم عرفة 34
- اجمع الحمد وأحسنه 35
- الحمد المفرد والمضاعف 35
- أفضل الدعاء: الحمد لله 38
- الدعاء نوعان 39
- صيغة الحمد التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولها في المجامع العظام 42
- نكتة الفرق بين اشهد ( بلفظ الافراد )، و ( نستعينه ) بلفظ الجمع 42
- كلام شيخ الاسلام في ذلك 42
ثبوتها أو صحتها، وإنما هو أثرٌ يرويه أبو نصر التمَّار عن آدم عليه السلام، وهذا الأثر لا تقوم به حجةٌ لانقطاعه.
ثم إنه لم يرد عن أحدٍ من خلق الله المكرمين التلفظ بمثل هده الصيغة؛ لا الملائكة، ولا النبيين، ولا خيار هذه الأمة وعلى رأسهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخذ يطيل في سرد الآيات والأحاديث الواردة في صيغ الحمد، والتي ليس فيها هذه الصيغة المسئول عنها.
وأما من جهة الدراية فقد بيَّن -رحمه الله- أن هذه الصيغة قد تتضمن معنى فاسدًا.
ووجه ذلك؛ أن هذه الصيغة قد تفيد أن العبد بشكره للنِّعَم يكون قد أدى ما عليه من حقٍّ لله تعالى، وهذا فاسدٌ، لأنه يخالف المستفيض في النصوص الشرعية من أن نِعَم الله عز وجل لا يقوم بتمام شكرها أحدٌ، ولا يفي بحقها قول قائلٍ، فمهما أثنى العبد على ربه، وتقدم بين يديه بحمده وشكره، فحق الله أعظمُ، وإحسانه أعمُّ، ومِنَّتُه أكرم.
وهذا المعنى الذي ردَّه ابن القيم -رحمه الله- هو المنقول عن جماعةٍ من الأئمة المتقدمين، أنهم ردُّوه، وفنَّدوه، وأبطلوه، ومن ذلك ما قاله الإمام بكر بن عبد الله المزني رحمه الله: "ما قال عبدٌ قطُّ (الحمد لله) إلا وجبت عليه نعمةٌ بقوله (الحمد لله)، فما جزاء تلك النعمة؟ جزاؤها أن يقول (الحمد لله)، فجاءت نعمةٌ أخرى، فلا تنفد نِعَمُ الله عز وجل" (1).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين، وعليه نتوكل (1) ما يقول السادة العلماء أئمة الدين (2) -رضي الله عنهم أجمعين- في رجلين تباحثا في الحديث المروي في: "الحمد لله، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده"، فقال الآخر لقائل هذا الحديث: الربُّ سبحانه وتعالى يقول: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" (3).
فقال له راوي الحديث الأول: من لم يوافق على هذا الحديث تَيْسٌ، وحمارٌ، وجاهلٌ! فهل هذا الحديث الأول الدي رواه في "الحمد لله، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده" في (4) الصحيح أم لا؟ ومن المصيب من الرجلين؟ وليُبْسَط القول مثابين، أفتونا مأجورين رحمكم الله.
أجاب شيخنا الإمام العالم، قدوة المحققين، عمدة المحدثين، شمس الملة والدين: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر القيم، تغمده الله برحمته (5):