فتيا في صيغة الحمد

فتيا في صيغة الحمد

510 1

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (٧)]

تحقيق: عبد الله بن سالم البطاطي

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: ٤٣

قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



مشاركة

فهرس الموضوعات

يَعْزُهما (1).
فلعله أراد بالمرفوع ما روي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ولفظه: "من قال: الحمد لله ربِّ العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، على كل حالٍ، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده؛ ثلاث مراتٍ: فتقول الحفَظَةُ: ربَّنا؛ لا نُحْسِن كُنْهَ ما قدَّسك عبدُك هذا وحمدَكَ، وما ندري كيف نكتبه؟ فيوحي الله إليهم أن اكتبوه كما قال".
ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"، وعزاه إلى البخاري في "الضعفاء"، وبيَّض له الألباني في الحكم عليه في "ضعيف الترغيب والترهيب" (2).
وأما الموقوف فلم أقف عليه، إلا إن أراد به الموقوف على محمد بن النضر الحارثي! فالله أعلم.
والرابع: أن المعنى الذي قد يدل عليه الأثر "حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده" ربما يُظَنُّ أنه قد جاء ما يؤيده، وهو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال إذا آوى إلى فراشه: الحمد لله الذي كفاني، وآواني، والحمد لله الذي أطعمني، وسقاني، والحمد لله الذي مَنَّ عليَّ فأفْضَلَ"، فقد حَمِدَ الله بجميع محامد الخلق كلِّهم" (3).

الصفحة

13/ 23

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين، وعليه نتوكل (1) ما يقول السادة العلماء أئمة الدين (2) -رضي الله عنهم أجمعين- في رجلين تباحثا في الحديث المروي في: "الحمد لله، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده"، فقال الآخر لقائل هذا الحديث: الربُّ سبحانه وتعالى يقول: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" (3).
فقال له راوي الحديث الأول: من لم يوافق على هذا الحديث تَيْسٌ، وحمارٌ، وجاهلٌ! فهل هذا الحديث الأول الدي رواه في "الحمد لله، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده" في (4) الصحيح أم لا؟ ومن المصيب من الرجلين؟ وليُبْسَط القول مثابين، أفتونا مأجورين رحمكم الله.
أجاب شيخنا الإمام العالم، قدوة المحققين، عمدة المحدثين، شمس الملة والدين: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر القيم، تغمده الله برحمته (5):

الصفحة

3/ 43

مرحبا بك !
مرحبا بك !