فتيا في صيغة الحمد

فتيا في صيغة الحمد

525 1

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (٧)]

تحقيق: عبد الله بن سالم البطاطي

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: ٤٣

قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



مشاركة

فهرس الموضوعات

وهدا الأثر من غرائب أبي نصر التمَّار، ولا يُدرى من أين أخذه!.
والحقيقة أن كلامه هذا غايته عدم العلم بوجود السند للأثر المروي، ومن المقرر أن عدم العلم ليس علمًا بالعدم، إلا أن العبارات الكلِّية، والقضايا العامة، إذا خرجت من مثل الإمام ابن القيم -رحمه الله- فإن لها حظًّا عند العلماء؛ استرواحًا منهم لجلالة علومه، وغزارة معلومه.
وهذا ما حَدَا بالعلامة السَّفاريني -رحمه الله- إلى نقل فتوى ابن القيم -رحمه الله- إقرارًا له بتلك النتيجة؛ عندما تكلم عن صيغ الحمد في كتابه المشهور "غذاء الالباب" (1).
وههنا أمور: الأول: أن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- ذكر أن لهذا الأثر سندًا يرويه ابن الصلاح في أماليه.
وهدا الإسناد عزيز الوجود، ولهدا لما نقل الحافظ ابن حجر حكمَ ابن الصلاح عليه قال عقبه: "فكأنه عثر عليه حتى وصفه" (2).
والثاني: أن أبا نصر التَّمار إنما يرويه عن: محمد بن النضر الحارثي عن آدم عليه السلام، فالأثر ليس من رواية أبي نصر عن آدم عليه السلام كما ذُكر، بل بينهما واسطة.
والثالث: أن الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- ذكر أن الحديث المسئول عنه قد روي مرفوعًا وموقوفًا، واكتفى بذلك ولم

الصفحة

12/ 23

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين، وعليه نتوكل (1) ما يقول السادة العلماء أئمة الدين (2) -رضي الله عنهم أجمعين- في رجلين تباحثا في الحديث المروي في: "الحمد لله، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده"، فقال الآخر لقائل هذا الحديث: الربُّ سبحانه وتعالى يقول: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" (3).
فقال له راوي الحديث الأول: من لم يوافق على هذا الحديث تَيْسٌ، وحمارٌ، وجاهلٌ! فهل هذا الحديث الأول الدي رواه في "الحمد لله، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده" في (4) الصحيح أم لا؟ ومن المصيب من الرجلين؟ وليُبْسَط القول مثابين، أفتونا مأجورين رحمكم الله.
أجاب شيخنا الإمام العالم، قدوة المحققين، عمدة المحدثين، شمس الملة والدين: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر القيم، تغمده الله برحمته (5):

الصفحة

3/ 43

مرحبا بك !
مرحبا بك !