[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (٧)]
تحقيق: عبد الله بن سالم البطاطي
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: ٤٣
قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
يجزي بآلائِك أحدٌ، ولا يبلغ مِدْحَتَك قولُ قائل" (1).
فـ "اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا خالدًا مع خلودك، ولك الحمد حمدًا لا منتهى له دون علمك، ولك الحمد حمدًا لا منتهى له دون مشيئتك، ولك الحمد حمدًا لا أجر لقائله إلا رضاك" (2).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام الحامدين، وعظيم الشاكرين، وحامل لواء الحمد يوم القيامة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن من أَقْربِ القُرَب، وأفضل الفضائل، وأحقِّ الحقِّ؛ اشتغالُ العبد
فكيف (1) يَبَرُّ الحالف في يمينه بالعدول عنه (2) إلى لفظٍ لم يَحْمَدْ به نفسه، ولا (3) ثبت عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن سادات العارفين من أمته.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حمد الله في الأوقات التي (4) يتأكد فيها الحمد (5) لم يكن يذكر هذأ الحمد أَلْبَتَّة، كما في حمد الخطبة، والحمد الذي يستفتح به الأمور، وكما في تشهد الحاجة، وكما في الحمد عقيب الطعام والشراب، واللباس، والخروج من الخلاء، والحمد عند رؤية ما يسرُّه وما لا يسرُّه.
فروى البخاري في صحيحه عن أبي أمامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفيٍّ (6)، ولا مودَّعَ، ولا مُسْتَغنى (7) عنه [ربنا] " (8).
وفي لفظ آخر في هذا الحديث: كان إذا فرغ من طعامه قال: "الحمد لله الذي كفانا، وآوانا، غير