فتيا في صيغة الحمد

فتيا في صيغة الحمد

501 1

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (٧)]

تحقيق: عبد الله بن سالم البطاطي

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: ٤٣

قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



مشاركة

فهرس الموضوعات

يجزي بآلائِك أحدٌ، ولا يبلغ مِدْحَتَك قولُ قائل" (1).
فـ "اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا خالدًا مع خلودك، ولك الحمد حمدًا لا منتهى له دون علمك، ولك الحمد حمدًا لا منتهى له دون مشيئتك، ولك الحمد حمدًا لا أجر لقائله إلا رضاك" (2).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام الحامدين، وعظيم الشاكرين، وحامل لواء الحمد يوم القيامة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن من أَقْربِ القُرَب، وأفضل الفضائل، وأحقِّ الحقِّ؛ اشتغالُ العبد

الصفحة

6/ 23

مقدَّمًا، مبتدؤه قوله "ولا مستغنى (1) عنه".
والأحسن في جَرِّه (2) أن يكون بدلًا من الضمير المجرور في (عنه).
والأحسن في نصبه أن يكون على المدح صفةً لاسم الله تعالى.
وسمعتُ شيخنا تقي الدين بن تيمية -قدس الله روحه- (3) يقول في معنى هذا الحديث: المخلوقُ إذا أنعم عليك بنعمةٍ أمكنك أن تكافئه، ونِعَمُه لا تدوم عليك، بل لابد أن (4) تودِّعك ويقطعها عنك، ويمكنك أن تستغني عنه، واللهُ عز وجل لا يمكن أن تكافئه على نعمه، وإذا أنعم عليك أدام نعمه، فإنه هو أغنى وأَقْنى، ولا يُستغنى عنه طرفة عينٍ، هذا معنى (5) كلامه.
والمقصود ذكر الحمد الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمد ربَّهُ بهِ (6) في مواطن الحمد.
وعن أبي سعيد الخدري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فرغ من طعامه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا (7)، وجعلنا مسلمين" رواه أبو داود

الصفحة

18/ 43

مرحبا بك !
مرحبا بك !