فتيا في صيغة الحمد

فتيا في صيغة الحمد

509 1

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (٧)]

تحقيق: عبد الله بن سالم البطاطي

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: ٤٣

قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



مشاركة

فهرس الموضوعات

يجزي بآلائِك أحدٌ، ولا يبلغ مِدْحَتَك قولُ قائل" (1).
فـ "اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا خالدًا مع خلودك، ولك الحمد حمدًا لا منتهى له دون علمك، ولك الحمد حمدًا لا منتهى له دون مشيئتك، ولك الحمد حمدًا لا أجر لقائله إلا رضاك" (2).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام الحامدين، وعظيم الشاكرين، وحامل لواء الحمد يوم القيامة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن من أَقْربِ القُرَب، وأفضل الفضائل، وأحقِّ الحقِّ؛ اشتغالُ العبد

الصفحة

6/ 23

النِّعَم وأجلَّها على الإطلاق نعمةُ معرفتِه تعالى وحمدِه وطاعتِه.
وإنْ أُريد أنَّ فعل العبد يكون كفوًا لنعم الله (1) ومساويًا لها؛ بحيث يكون العبد (2) مكافئًا للمنعِم (3) عليه، وما قام به من الحمد ثمنًا لنعمه (4) وقيامًا منه بشكر ما أنعم الله عليه به (5)، وتوفيةً له؛ فهذا من أمْحَل المحال.
فإنَّ العبد لو أقدره الله على عبادة الثقلين لم يقم بشكر أدنى نعمةٍ عليه؛ بل الأمر كما روى الإمام أحمد في كتاب (الزهد): حدثنا عبد الرحمن، قال حدثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن قال: قال داود: "إِلهي (6)؛ لو أن لكل شعرةٍ مني لسانين يسبحانك الليلَ والنهارَ والدهرَ كلَّه ما قضيتُ حق نعمةٍ واحدةٍ" (7).
قال الإمام أحمد: وحدثنا عبد الرحمن، قال حدثنا جابر بن يزيد (8)، عن المغيرة بن

الصفحة

12/ 43

مرحبا بك !
مرحبا بك !