
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (13)]
حققه: محمد أجمل الإصلاحي
خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: سعود بن عبد العزيز العريفي - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات :956
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الأنصاري رحمه اللَّه في 744 صفحة. - طبعة مكتبة النهضة الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع في القاهرة سنة 1399 هـ = 1979 م. قام بتصحيحها محمود غانم غيث (عن ط المنيرية) في 624 صفحة. - طبعة دار الكتب العلمية في بيروت، سنة 1416 هـ، مصورة عن ط السلفية في 432 صفحة. - طبعة مكتبة المعارف بالطائف (عن ط السلفية) دون تاريخ، في 427 صفحة. - طبعة دار الوطن للنشر والإعلام في المملكة العربية السعودية (عن ط السلفية) دون تاريخ في 432 صفحة. - طبعة مكتبة المؤيد بالرياض سنة 1414 هـ = 1993 م، بتحقيق بشير محمد عيون. وبين يديّ طبعته الثانية التي صدرت عن مكتبة دار البيان بدمشق سنة 1419 هـ في 443 صفحة. وقد زعم محققها أنه اعتمد على نسخة الظاهرية ونسخة الكويت والطبعتين المنيرية والسلفية، وقد أثبت أرقام أوراق الظاهرية أيضًا على حواشي الصفحات، ولعل هذا هو المقصود بالاعتماد عليها! - طبعة دار ابن كثير بدمشق، تحقيق يوسف علي بديوي. وبين أيدينا الطبعة الرابعة التي صدرت سنة 1424 هـ في 812 صفحة، ولم أعرف متى صدرت لأول مرة. وقد زعم محققها أيضًا أنه اعتمد فيها على نسخة الظاهرية. وهذه أيضًا دعوى عريضة لا تصدّقها المقابلة بينها وبين النسخة المذكورة! - طبعة دار الخير في بيروت سنة 1419 هـ، بتحقيق وهبة الزحيلي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَّه الذي نَصَبَ الكائناتِ على ربوبيّته ووحدانيّته حُجَجًا، وحَجَبَ العقولَ والأبصارَ أن تجد إلى تكييفه منهجًا، وأوجب الفوزَ بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادةً لم يبغِ لها عوجًا، وجعل لمن لاذ به واتّقاه مِن كلِّ ضائقةٍ مخرجًا، وأعقبَ مِن ضيقِ الشدائدِ وضَنْكِ الأوابدِ لمن توكَّل عليه فرجًا، وجعل قلوبَ أوليائه متنقلةً في منازل عبوديته من الصبر والتوكّل والإنابة والتفويض والمحبّة والخوف والرَّجا.
فسبحان من أفاض على خلقه النعمة، وكتَب على نفسه الرحمة، وضمّن الكتابَ الذي كَتَبه أنّ رحمتَه تغلِبُ غضبَه. أسبغ على عباده نِعَمه الفُرادى والتُّؤام. وسخر لهم البرّ والبحر، والشمس والقمر، والليل والنهار، والعيون والأنهار، والضياءَ والظلام. وأرسل إِليهم رُسُله، وأنزل عليهم كُتُبه، يدعوهم إلى جواره في دار السلام. {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام/ 125].
فسبحان من أنْزَلَ على عَبْدِه الكتابَ ولَمْ يَجْعَلْ له عِوَجًا (1). ورفع لمن ائتمَّ به، فَأحلَّ حلالَهُ، وحرَّمَ حرامَهُ، وعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، في مراقي السعادة درجًا. ووضع مَن (2) أعرض عنه، ولم