طريق الهجرتين وباب السعادتين

طريق الهجرتين وباب السعادتين

6597 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (13)]

حققه: محمد أجمل الإصلاحي

خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري

راجعه: سعود بن عبد العزيز العريفي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات :956

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]





مشاركة

فهرس الموضوعات

طبع الكتاب وتحقيقه واختصاره وترجمته أوّلًا: طبعه وتحقيقه: صدر طريق الهجرتين لأول مرة سنة 1320 هـ في القاهرة من المطبعة الميمنية. وعلى هذه الطبعة اعتمدت طبعة المنيرية ثم طبعة السلفية مع زيادة تعليقات وتحسينات. ثم عن هذه الثلاث وبخاصة عن السلفية صدرت معظم الطبعات، وإن ادّعت بعضها الاعتماد على نسخة خطية. ونذكر فيما يلي الطبعات التي وقفنا عليها: - طبعة المطبعة الميمنية على حاشية إغاثة اللهفان، بتصحيح محمد الزهري الغمراوي. صدرت في شعبان 1320 = 1902 م. عدد صفحاتها 4+ 423. والنسخة التي وقفت عليها ضاعت خاتمتها، فلا أدري أأشير في آخرها إلى المخطوطة التي اعتمد عليها في نشرها أم لا. - طبعة إدارة الطباعة المنيرية. كتب على غلافها: "عنيت بتصحيحه والتعليق عليه للمرة الأولى سنة 1357 هـ إدارة الطباعة المنيرية". وفي آخرها: "تم طبعه في ربيع الآخر سنة 1358 هـ. وهي في 567 صفحة بالإضافة إلى فهرس الموضوعات المرقم بحروف المعجم. - طبعة المكتبة السلفية بعناية الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه اللَّه. ووقف على طبعها يوسف بن عبد العزيز النافع. صدرت سنة 1375 هـ = 1955 م في 432 صفحة. والطبعة الثانية منها صدرت سنة 1394 هـ = 1974 م. - طبعة إدارة الشؤون الدينية في الدوحة (قطر) سنة 1397 هـ = 1977 م (عن ط السلفية) بتحقيق ومراجعة الشيخ عبد اللَّه بن إبراهيم

الصفحة

49/ 91

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد للَّه الذي نَصَبَ الكائناتِ على ربوبيّته ووحدانيّته حُجَجًا، وحَجَبَ العقولَ والأبصارَ أن تجد إلى تكييفه منهجًا، وأوجب الفوزَ بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادةً لم يبغِ لها عوجًا، وجعل لمن لاذ به واتّقاه مِن كلِّ ضائقةٍ مخرجًا، وأعقبَ مِن ضيقِ الشدائدِ وضَنْكِ الأوابدِ لمن توكَّل عليه فرجًا، وجعل قلوبَ أوليائه متنقلةً في منازل عبوديته من الصبر والتوكّل والإنابة والتفويض والمحبّة والخوف والرَّجا.

فسبحان من أفاض على خلقه النعمة، وكتَب على نفسه الرحمة، وضمّن الكتابَ الذي كَتَبه أنّ رحمتَه تغلِبُ غضبَه. أسبغ على عباده نِعَمه الفُرادى والتُّؤام. وسخر لهم البرّ والبحر، والشمس والقمر، والليل والنهار، والعيون والأنهار، والضياءَ والظلام. وأرسل إِليهم رُسُله، وأنزل عليهم كُتُبه، يدعوهم إلى جواره في دار السلام. {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام/ 125].

فسبحان من أنْزَلَ على عَبْدِه الكتابَ ولَمْ يَجْعَلْ له عِوَجًا (1). ورفع لمن ائتمَّ به، فَأحلَّ حلالَهُ، وحرَّمَ حرامَهُ، وعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، في مراقي السعادة درجًا. ووضع مَن (2) أعرض عنه، ولم

الصفحة

5/ 956

مرحباً بك !
مرحبا بك !