طريق الهجرتين وباب السعادتين

طريق الهجرتين وباب السعادتين

12050 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (13)]

حققه: محمد أجمل الإصلاحي

خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري

راجعه: سعود بن عبد العزيز العريفي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات :956

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]





مشاركة

فهرس الموضوعات

- أبو عبد الرحمن السلمي (727). - ابن عطية (535): المحرر الوجيز. - الفريابي (440). لعلّ النقل من تفسيره. - ابن قتيبة (859). الظاهر أن النقل من غريب الحديث، والمطبوعة ناقصة، ولكن قد يكون مصدر قوله "الرد على ابن قتيبة للمروزي". - المهدوي (535). لعلّ النقل من تفسيره. - ابن وهب (152، 154، 167): كتاب القدر. - ابن وضاح (772): البدع والنهي عنها. - القاضي أبو يعلى (846). * ثالثًا: النقول عن شيخ الإسلام إنّ شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم رحمهما اللَّه يغرفان جميعًا من ينبوع واحد، ومنهجهما واحد في تقويم الأقوال والآراء ووزنها بميزان الكتاب والسنة دون التعصب لشخص أو مذهب. ثم من طول الملازمة والمذاكرة والموافقة امتزجت الأفكار وتشابهت العبارات، وكادت تتحدّ بعض الأحيان. وقد يتناول ابن القيم قاعدة من قواعد شيخ الإسلام ويفسرها ويبسط الكلام عليها من غير أن يشير إلى أن أصلها من كلام شيخه، ولا عجب

الصفحة

45/ 91

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد للَّه الذي نَصَبَ الكائناتِ على ربوبيّته ووحدانيّته حُجَجًا، وحَجَبَ العقولَ والأبصارَ أن تجد إلى تكييفه منهجًا، وأوجب الفوزَ بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادةً لم يبغِ لها عوجًا، وجعل لمن لاذ به واتّقاه مِن كلِّ ضائقةٍ مخرجًا، وأعقبَ مِن ضيقِ الشدائدِ وضَنْكِ الأوابدِ لمن توكَّل عليه فرجًا، وجعل قلوبَ أوليائه متنقلةً في منازل عبوديته من الصبر والتوكّل والإنابة والتفويض والمحبّة والخوف والرَّجا.

فسبحان من أفاض على خلقه النعمة، وكتَب على نفسه الرحمة، وضمّن الكتابَ الذي كَتَبه أنّ رحمتَه تغلِبُ غضبَه. أسبغ على عباده نِعَمه الفُرادى والتُّؤام. وسخر لهم البرّ والبحر، والشمس والقمر، والليل والنهار، والعيون والأنهار، والضياءَ والظلام. وأرسل إِليهم رُسُله، وأنزل عليهم كُتُبه، يدعوهم إلى جواره في دار السلام. {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام/ 125].

فسبحان من أنْزَلَ على عَبْدِه الكتابَ ولَمْ يَجْعَلْ له عِوَجًا (1). ورفع لمن ائتمَّ به، فَأحلَّ حلالَهُ، وحرَّمَ حرامَهُ، وعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، في مراقي السعادة درجًا. ووضع مَن (2) أعرض عنه، ولم

الصفحة

5/ 956

مرحباً بك !
مرحبا بك !