
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الأول
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 683
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30) زاد المعاد في هدي خير العباد تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ) دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
ولهذا يستحب فيها الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فأكثِروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد» (1)، ونسبتها إلى الأيام كنسبة مواضع المناسك إلى سائر البقاع.
ومن ذلك: تفضيل شهر رمضان على سائر الشهور، وتفضيل عشره الأخير (2) على سائر الليالي، وتفضيل ليلة القدر فيه على ألف شهر.
فإن قلت: فأيُّ العَشْرين أفضل: عشر ذي الحجة، أم العشر الأخير (3) من رمضان؟ وأي الليلتين أفضل: ليلة القدر، أو ليلة الإسراء؟ قلت: أما السؤال الأول، فالصواب فيه أن يقال: ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان (4)؛ وبهذا التفصيل يزول الاشتباه. ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فُضِّلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي