الفوائد

الفوائد

2849 3

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (18)]

المحقق: محمد عزير شمس

راجعه: جديع بن محمد الجديع - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 300

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

الكتاب: الفوائد [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (18)] المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751) المحقق: محمد عزير شمس راجعه: جديع بن محمد الجديع - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت) الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم) عدد الصفحات: 300 قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (18) الفوائد تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ) تحقيق محمد عزير شمس إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 14

طريق آبائه في التَّمَجُّس، فأقبل يناظرُ أباه في دين الشرك، فلما عَلاهُ بالحُجَّة؛ لم يكن له جوابٌ إلا القيد -وهذا جوابٌ يتداولُه أهلُ الباطل من يوم حرَّفوه، وبه أجاب فرعونُ موسى:

{لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيرِي} [الشعراء: 29]

، وبه أجاب الجهميَّةُ الإمامَ أحمد لما عرضوه على السِّياط، وبه أجاب أهل البدع شيخَ الإسلام حين استودعوهُ السجن، وها نحنُ على الأثر-، فنزل به ضيفُ

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} [البقرة: 155]

، فنال بإكرامِهِ مرتبةَ "سلمانُ منَّا أهلَ البيت"  (1) ، فسمع أن ركبًا على نية السفر، فسرقَ نفسَه من أبيه ولا قطع، فركب راحلة العزم يرجو إدراك مطلب السعادة، فغاص في بحر البحث ليقع بدُرَّةِ الوجود، فوقف نفسه على خدمة الأدلَّاء وقوفَ الأذلَّاء، فلما أحسَّ الرهبانُ بانقراض دولتهم؛ سلَّموا إليه أعلام الإعلام على نبوَّة نبيِّنا، وقالوا: إنَّ زمانه قد أظلَّ؛ فاحذر أن تضلَّ! فرحل مع رفقةٍ لم يرفُقوا به، فشَروهُ بثمن بَخْسٍ دراهم معدودةٍ، فابتاعه يهوديٌّ بالمدينة، فلما رأى الحرَّة؛ توقَّد حَرُّ شَوقِه، ولم يعلم ربُّ المنزل بوجدِ النازل؛ فبينا هو يُكابدُ ساعات الانتظارَ؛ قدم البشيرُ بقدوم البشير، وسلمان في رأس نخلةٍ، وكاد القلقُ يُلقيه، لولا أنَّ الحزم أمسكهُ؛ كما جرى يوم

{إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} [القصص: 10]

، فعجَّل النزولَ لتلقِّي رَكْبِ البشارة ولسانُ حالِه يقولُ:

خليليَّ من نجدٍ قِفا بي على الرُّبا ... فقدْ هبَّ منْ تلكَ الدِّيارِ نسيمُ (2)

الصفحة

53/ 300

مرحباً بك !
مرحبا بك !