
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (17)]
حققه: محمد أجمل الإصلاحي
خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 573
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (17) الداء والدواء تأليف: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) حققه محمد أجمل الإصلاحي خرج أحاديثه زائد بن أحمد النشيري إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
إلا الله" (1). وفي لفظ: "أغيَظُ رجلٍ على الله رجلٌ تسمّى بملِك الأملاك" (2). فهذا مقت الله وغضبه على من تشبّه به في الاسم الذي لا ينبغي إلا له. فهو سبحانه ملِكُ الملوك وحده (3)، وهو حاكم الحكام وحده، فهو الذي يحكم على الحكام كلهم، ويقضي عليهم كلّهم، لا غيره. فصل إذا تبيّن هذا، فههنا أصل عظيم يكشف سرّ المسألة، وهو أنّ أعظمَ الذنوب عند الله إساءةُ الظنّ به (4)، فإنّ المسيء به الظنَّ قد ظنّ به خلافَ كماله المقدّس، وظنّ (5) به ما يناقض (6) أسماءه وصفاته. ولهذا توعّد الله سبحانه الظانّين به ظنّ السوء بما لم يتوعّد به غيرَهم، كما قال تعالى: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6)} [الفتح: 6]. وقال تعالى لمن أنكر صفة من صفاته: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [فصلت: 23].