الداء والدواء - الجواب الكافي

الداء والدواء - الجواب الكافي

10600 7

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (17)]

حققه: محمد أجمل الإصلاحي

خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 573

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (17) الداء والدواء تأليف: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) حققه محمد أجمل الإصلاحي خرج أحاديثه زائد بن أحمد النشيري إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 73

يوجب تعلُّقَ الدعاء (1) والخوف والرجاء والتوكل به وحده. فمن علّق ذلك بمخلوق فقد شبّهه بالخالق (2)، وجعل ما لا يملك لنفسه ضرًّا (3) ولا نفعًا ولاموتًا ولا حياةً ولا نشورًا، فضلًا عن غيره، شبيهًا لمن له الأمر كلُّه. فأزِمّةُ الأمور كلّها بيديه (4)، ومرجعها إليه (5)، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. بل إذا فتح لعبده بابَ رحمة لم يمسكها أحد، وإن أمسكها عنه لم يرسلها إليه أحد. فمن أقبح التشبيه تشبيهُ هذا العاجز الفقير بالذات بالقادر الغنيّ بالذات.

ومن خصائص الإلهية: الكمالُ المطلقُ من جميع الوجوه، الذي لا نقص (6) فيه بوجه من الوجوه. وذلك يوجب أن تكون العبادة كلّها له وحده، والتعظيمُ والإجلال والخشية والدعاء والرجاء والإنابة (7) والتوبة والتوكّل والاستعانة وغاية الذل مع غاية الحبّ = كلُّ ذلك يجب عقلًا وشرعًا وفطرةً أن يكون له وحده، ويُمنَع عقلًا وشرعًا وفطرةً أن يكون لغيره. فمن جعل شيئًا (8) من ذلك لغيره فقد شبّه ذلك الغيرَ بمن لا شبيهَ له، ولا مثل له (9)، ولا ندَّ له، وذلك أقبح التشبيه وأبطلُه. ولشدّةِ قبحه

الصفحة

314/ 573

مرحباً بك !
مرحبا بك !