التبيان في أيمان القرآن

التبيان في أيمان القرآن

4390 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (١٤)]

المحقق: عبد الله بن سالم البطاطي

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي - عبد الرحمن بن معاضة الشهري

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: ٦٥٣

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

بكر بن عبد الله أبو زيد

دار عطاءات العلم

دار ابن حزم

الصفحة

1/ 78

الملائم إليها.

ولمَّا احتاجت "المعدة" إلى قوَّةِ حِسٍّ بالعَوَز، ولم يكن ذلك إلا من معدن الحواسِّ - وهو "الدِّماغ" - أتاها "روح العَصَبِ" وهو عظيمٌ، فأنبَتَ أكثَره في فَمِها وما يليه، ومن باقيه مستقيمًا حتَّى بلغ قَعْرها.

فإن قيل: فما الحكمة في أنْ باعَدَ - سبحانه - بين "المعدة" وبين "الفم"، وجعل بينهما مجْرَىً طويلًا وهو "المَرِيء"، وهلَّا اتَّصَلَت "المعدة" بـ "الفَمِ"، واستَغْنَت عن "المَرِيء"؟

قيل: هذا من تمام حكمة الخالق، وفيه منافع كثيرة:

1 - منها أن يحصل للغذاء تغيُّرٌ ما في طُول (1) المَجْرَى، فَيَلْطُفَ قبل وصوله إليها.

2 - ومنها بُعْدُه عن آلة التنفُّس، لئلَّا تعوقه وتعوق الصوت والكلام.

3 - ومنها أن لا تنقلب "المعدة" إلى خارجٍ عند شدَّةِ الجوع، كما يعْرِض ذلك للحيوان الشَّرِهِ إذا كان قصير العُنُقِ.

فإن قيل: فَلِمَ كانت إلى الجانب الأيسر أميل منها إلى الجانب الأيمن؟

قيل: ليتَّسِعَ المكان على "الكبد" ولا ينحصر.

فإن قيل: فهلَّا كانت مستقيمةً في وَضْعِها (2)، بل مَالَ أسفلُها إلى

الصفحة

556/ 653

مرحبًا بك !
مرحبا بك !