
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (25)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1151
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
بقية النسخ: بالإضافة إلى النسخ المذكورة سابقًا توجد نسخ خطية أخرى من الكتاب في مكتبات العالم اطلعتُ على بعضها، وفيما يلي بيان عنها: - مكتبة خدابخش خان بباتنه (الهند) [4003] (190 ورقة، كتبت سنة 1163). - مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض [2 ــ بريدة] (197 ورقة كتبت سنة 1209). - المكتبة السعودية التابعة للإفتاء بالرياض [410] (نسخة كتبت سنة 1248). - المكتبة القادرية ببغداد [1493] (191 ورقة، كتبت سنة 1304). - مكتبة الأوقاف ببغداد [7016] (451 ورقة، كتبت سنة 1305 بخط صالح بن دخيل بن جار الله في القصيم). - المكتبة السعودية التابعة للإفتاء بالرياض [377] (نسخة كتبت سنة 1314 بخط صالح بن عبد العزيز مرشد). - مركز الملك فيصل [] (نسخة ناقصة الأول والآخر، في 274 صفحة، بخط نجدي حديث). - الخزانة العامة بالرباط [84]. - مكتبة إبراهيم أفندي بتركيا (ضمن السليمانية) [3720]. - المتحف البريطاني بلندن [9219 شرقيات] (نسخة ناقصة). - مكتبة الشيخ علي بن يعقوب بحائل (نسخة في 758 صفحة). - مكتبة جامعة همدرد بدلهي [1655] (442 ورقة).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ربِّ يسِّر وأعنْ (1)
الحمدُ لله الذي ظهر لأوليائه بنعوت جلاله، وأنار قلوبَهم بمشاهدِ (2) صفاتِ كماله، وتعرّف إليهم بما أسداه إليهم من إنعامه وإفضاله، فعلموا أنه الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، بل هو كما وصف به نفسَه وفوق ما يصفه به أحدٌ من خلقه في إكثاره وإقلاله، لا يُحصي أحدٌ ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه على لسان مَن أكرمهم بإرساله؛ الأول الذي ليس قبله شيء، والآخِر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيءٌ، والباطن الذي ليس دونه شيء، ولا يحجُب المخلوقَ عنه تستُّرُه بسِرْباله، الحي القيوم، الواحد الأحد، الفرد الصمد، المنفرد بالبقاء، وكل مخلوق مُنْتَهٍ إلى زواله، السميع الذي يسمع ضجيجَ الأصوات باختلاف اللغات على تفنُّن الحاجات، فلا يَشْغَلُه سمعٌ عن سمع، ولا تُغلّطه المسائل، ولا يتبرّم من إلحاح المُلِحّين في سؤاله، البصير الذي يرى دبيبَ النملة السوداء على الصخرة الصَّمَّاء في الليلة الظّلماء حيث كانت من سهله أو جباله، وألطفُ من ذلك رؤيته لتقلُّب قلب عبده، ومشاهدتُه لاختلاف أحواله؛ فإن أقبل إليه تلقَّاه، وإنما إقبالُ العبد عليه من إقباله، وإن أعرض عنه لم يَكِلْهُ إلى عدوِّه ولم يَدَعْهُ في إهماله، بل يكون