أعلام الموقعين عن رب العالمين - المجلد الأول
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (28)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 508
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
والبخاري في «تاريخه» وما وقع في اسمه من الاختلاف.
وذكر أبو ذر أحمد بن سبط ابن العجمي (ت 884) في «تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم» (ص 107) حديثًا وقال: «عزاه ابن القيم في مَعَالم الموقعين إلى مسند أحمد».
ونقل ابن مفلح (ت 884) في «المبدع» من الكتاب في مواضع، ففي (7/ 62) قال: «قوّى في أعلام الموقعين أن الرجل أشد شهوة من المرأة ... ». وفي (7/ 67): «وفي أعلام الموقعين: وظاهره أنه إذا لم يجد طَولًا لحرة مسلمة ووجد طولًا لحرة كتابية أن له نكاح الأمة ... ». ونقل في (7/ 79) ما يتعلق بمسألة التحليل. والنصَّان الأولان نقلهما أيضًا ابن قندس (ت 861) في «حاشيته على الفروع» (تحقيق محمد بن عبد العزيز السديس) ص 168، 411. فلعل ابن مفلح صادر عنها.
وجاء علاء الدين المرداوي (ت 885) فاقتبس منه كثيرًا في أبواب عديدة من كتابه «الإنصاف»، وهذه مواضعها: 5/ 420، 6/ 4، 345، 8/ 163، 170، 425، 9/ 5، 111، 127، 10/ 392، 11/ 166، 167، 187، 189، 194، 221، 318 (من طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت).
كما نقل عنه في مواضع من كتابه «تصحيح الفروع»: 2/ 128، 129، 7/ 135، 10/ 393، 11/ 129، 219، 346 (طبعة مؤسسة الرسالة 1424).
واستفاد منه أيضًا في كتابه الأصولي «التحبير شرح التحرير»، ففي (7/ 3539) أن الشيخ تقي الدين وابن القيم ذكرا أنه ليس في الشريعة ما يخالف القياس ولا ما لا يُعقل معناه، وبيَّنَا ذلك بما لا مزيد عليه. وفي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ربِّ يسِّرْ وأعِنْ (1) الحمد لله الذي خلق خَلْقَه أطوارًا، وصرَّفهم في أطوار التخليق كيف شاء عزّةً واقتدارًا، وأرسل الرسل إلى المكلّفين إعذارًا منه وإنذارًا، فأتمَّ بهم على من اتبع سبيلهم نعمته (2) السابغة، وأقام بهم على من خالف منهاجهم (3) حجته البالغة، فنصب الدليل، وأنار السبيل، وأزاح العلل، وقطع المعاذير، وأقام الحجّة، وأوضح المحجّة، وقال: {هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام: 153]، وهؤلاء رسلي {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، فعمَّهم بالدعوة على ألسنة رسله حجةً منه وعدلًا، وخصَّ بالهداية من شاء منهم نعمةً منه (4) وفضلًا.
فقبِل نعمةَ الهداية من سبقت له سابقة السعادة وتلقَّاها باليمين، وقال: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19]، وردَّها من غلبت عليه الشقاوة ولم يرفع بها رأسًا بين العالمين. فهذا فضله وعطاؤه،