هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

6416 0

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]

حققه: عثمان جمعة ضميرية

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 450

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

أن الإسلام إنما قام وانتصر بالسيف لا بالكتاب! فقام المصنف -رحمه الله- بواجب الردِّ العلمي المستفيض على ذلك الكافر الملحد، بأدلة من الكتاب الكريم ومن السنة النبوية ومن الواقع التاريخي وألزمه الحجة من كتبه التي يؤمن بها، وذلك لأن دين الإسلام إنما قام بالكتاب الهادي، ونفذه السيف الماضي، كما يقول المصنف -رحمه الله-.
ولذلك وضع المصنف كتابه "هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى"، وجعله قسمين اثنين: (القسم الأول) في أجوبة المسائل التي أوردها من أشار إليهم المصنف، وهم بعض الكفار الملحدين. وقد استغرق هذا القسم معظم فصول الكتاب.
(القسم الثاني) في تقرير نبوة نبينا محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - بجميع أنواع الدلائل.
فجاء الكتاب -كما يقول المصنف أيضًا- كتابًا ممتعًا مُعْجبًا، لا يسأم قاريه، ولا يملُّ الناظر فيه؛ فهو يصلح للدنيا والآخرة، وَلزيادة الإيمان ولذة الإنسان، يعطي القارئ ما يشاء من أعلام النبوة وبراهين الرسالة وبشارات الأنبياء بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وفيه أيضًا دراسة للأديان وتمييز صحيحها وفاسدها، وكيفية فسادها بعد استقامتها، كما يتضمن جملة من فضائح أهل الكتابين وما هم عليه، وأنهم أعظم الناس براءة من أنبيائهم وأبعدهم عنهم، وتخلّل ذلك أبحاثٌ علمية كثيرة قد لا توجد في سواه.

الصفحة

56/ 78

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الحمدُ لله الذي رضي لنا الإسلام ديْنًا، ونصب لنا الدِّلالة على صحته برهانًا مبينًا، وأوضحَ السَّبيلَ إلى معرفته واعتقاده حقَّا يقينًا، ووعدَ منْ قام بأحكامه وحفظ حدودَهُ أجرًا جسيمًا، وذخر لمن وافاه به ثوابًا جزيلًا وفوزًا عظيمًا، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه، والاعتصام بعراهُ وأسبابه.
فهو دينُه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه، فبه (2) اهتدى المهتدون، وإليه دعا الأنبياءُ والمرسلون (3).
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83].
فلا يقبل من أحد دينًا سواه من الأولين والآخرين: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
شهد بأنَّه دينُه قَبْلَ شهادة الأنام، وأشادَ به (4) ورَفَعَ ذِكْرَهُ، وسمَّى به أهلَه وما اشتملت عليه الأرحامُ، فقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 18، 19].

الصفحة

3/ 450

مرحبًا بك !
مرحبا بك !