[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]
حققه: عثمان جمعة ضميرية
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 450
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ)
تحقيق عثمان جمعة ضميرية
إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
عليك ولا أرفضك، وأن الجبال تزول وأن التلاع (1) تنحط = ورحمتي عليك لا تزول" (2) .
ثم قال: "يا مسكينة، يا مضطهدة! ها أنذا بانٍ بالجصِّ (3) حِجارَتَكِ، ومزيِّنُكِ بالجواهر، ومكلِّل باللؤلؤ سقفك، وبالزَّبَرْجَدِ أبوابَكِ، وتبعدين من الظلم فلا تخافي، ومن الضعف فلا تضعفي، وكل سلاح يصنعه صانع فلا يعمل فيك، وكلّ لسان ولغة تقوم معك بالخصومة تفلحين معها، ويسميك الله اسمًا جديدًا -يريد أنه سماها المسجد الحرام- فقومي فأشْرِقي فإنه قد دنا نورك، ووَقَارُ الله عليك (4) انظري بعينيك حولك، فإنهم مجتمعون يأتونك بنوك وبناتك عَدْوًا فحينئذ تشرقين وتزهرين (5) ، ويخاف عدوك، وليتسع قلبك، وكل غنم قيدار تجتمع إليك، وسادات نباوت يخدمونك" (6) .
و"نباوت" (هم أولاد نبت) (7) بن إسماعيل. و"قِيدار" جدُّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أخو نبت (8) بن إسماعيل.
ثم قال: "وتفتح أبوابك الليل والنهار لا تغلق، ويتخذونك قبلة،