هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

6479 0

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]

حققه: عثمان جمعة ضميرية

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 450

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ)

تحقيق عثمان جمعة ضميرية

إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد

دار عطاءات العلم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 78

أقوي منه، وينقذ الضعيف الذي لا ناصر له، ويرأَفُ بالمساكين والضعفاء، ويصلَّي عليه في كلِّ وقت ويبارك" (1) .
ولا يشكُّ عاقل تدبَّر أمور الممالك والنبوات وعرف سيرة محمد - صلى الله عليه وسلم - وسيرة أمته من بعده: أنَّ هذه الأوصاف لا تنطبق إلا عليه وعلى أمته، لا علي المسيح ولا علي نبي غيره، فإنه جاز من البحر الرُّوميِّ إلى البحر الفارسيِّ. ومن لدن الأنهار: جَيْحُونَ وسَيْحُونَ والفُراتِ (2) إلى منقطع الأرض بالغرب.
وهذا مطابقٌ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "زُوِيَتْ ليَ الأرضُ فأُرِيْتُ مشَارِقَها ومَغَارِبَها، وسَيَبْلُغُ مُلْكُ أمَّتِي ما زُوِيَ لي مِنْهَا" (3) .
وهو الذي يُصَلَّي عليه ويُبَارك في كل حين وفي كلِّ صلاةٍ من الصلوات الخمس وغيرها، وهو الذي خرَّت أهل الجزائر بين يديه: أهل جزيرة العرب، وأهل الجزيرة التي بين الفراتِ ودِجْلَةَ، وأهل جزيرة الأَندَلُس، وأهل جزيرة قُبْرص، وخضعت له ملوك الفرس؛ فلم يَبْقَ فيهم إلا من أَسْلَمَ أو أدَّي الجزية عن يَدٍ وهم صَاغِرونَ، بخلاف ملوك الروم؛ فإنَّ فيهم من لم يُسْلِمْ ولم يؤدِّ الجزيةَ. فلهذا ذكر في البشارة مُلوكَ الفُرْسِ خاصَّة، ودانتْ له الأُمم التي سمعت به وبأمته، (فهم بين مؤمنٍ به، ومسالمٍ له، ومنافقٍ معه، وخائفٍ منه) (4) .

الصفحة

166/ 450

مرحبًا بك !
مرحبا بك !