
[آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]
تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد
تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي
راجعه: محمد عزير شمس - سعود بن عبد العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
- نعم قال طلحة بن محمد الشاهد (1): "كان النقاش يكذب في الحديث والغالب عليه القصص".
وقول طلحة هذا ليس هو كلام كل أهل النقد حتى يعمم العبارة الكوثري، بل عامة كلامهم أنه ضعيف في الرواية فقط أو منكر الحديث، ولا يصل إلى درجة أن يقال عنه: كذاب، وهي أحط درجات التجريح.
المثال الخامس:
قال الكوثري (2) معلقًا على حديث جابر "يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعدكما يسمعه من قرب" (3) ما نصه:
فهو حديث ضعيف علّقه البخاري بقوله: "ويذكر عن جابر" دلالة على أنه ليس من شرطه. ومداره على "عبد الله بن محمد بن عقيل" وهو ضعيف باتفاق. وقد انفرد عنه "القاسم بن عبد الواحد"، وعنه قالوا: إنه ممن لا يحتج به".
وهذا والله هو التدليس بعينه، وعدم الأمانة في النقل، وهذا يتبين من وجوه:
1 - احتجاجه بضعف الحديث بأن البخاري علَّقه في صحيحه،
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي شهدتْ له بالربوبيةِ (1) جميعُ مخلوقاته. وأقرَّتْ له بالعبوديةِ جميعُ مصنوعاتِه. وأدّت له الشهادةَ جميعُ الكائنات أنّه الله الذي لا إله إلّا هو بما أودعها مِن لطيفِ صُنْعِه وبديع آياته. وسبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورضا نفسِه، وزِنةَ عرشِه (2)، ومِدادَ كلماتِه (3) (4). ولا إله إلَّا الله، الأحد