
[آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]
تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد
تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي
راجعه: محمد عزير شمس - سعود بن عبد العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الكلام بقوله: " قوله: حكم المحبة ثابت الأركان ... ما للصدود بفسخ ذاك يدان" ثم شرع في شرحه وشرح ما بعده، وقد استهل شرحه لهذا البيت بالكلام على أهمية الشعر وأثره في النفوس وما جاء أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استمع إلى الشعر واستنشده من بعض أصحابه. والمؤلف رحمه الله يهتم بالألفاظ الأدبية البلاغية فتجد شرحه متناسقًا مسجوعًا، وهو يكثر الاستشهاد بأشعار العرب وقصائدهم. مميزات الكتاب وعرض منهج المؤلف فيه: تميز الكتاب بعدة ميزات منها: 1 - يفضِّل رحمه الله في شرحه للبيت، ولا يكاد يتجاوز كلمة منه دون أن يوضح معناها ويتكلم على مدلولها. 2 - يهتم رحمه الله ببيان المعاني البلاغية والكلام على طلاوتها وجمالها، ومن ذلك قوله أثناء شرحه لقول الناظم. فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرًا ... بفساد حكم الهجر والسلوان [البيت رقم 8]. قال: "وفي ذكر الهجر والسلوان مع ما تقدم في قوله "قاضي الحسن" استعارة تصريحية .. " (ق 7). وقوله عند كلامه على قول الناظم: "لله زائرة بليل": "ثم انتقل الناظم بعد ذلك إلى نوع آخر من أنواع البديع المسمى بالتورية .. " الخ (ق 13).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي شهدتْ له بالربوبيةِ (1) جميعُ مخلوقاته. وأقرَّتْ له بالعبوديةِ جميعُ مصنوعاتِه. وأدّت له الشهادةَ جميعُ الكائنات أنّه الله الذي لا إله إلّا هو بما أودعها مِن لطيفِ صُنْعِه وبديع آياته. وسبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورضا نفسِه، وزِنةَ عرشِه (2)، ومِدادَ كلماتِه (3) (4). ولا إله إلَّا الله، الأحد