
[آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]
تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد
تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي
راجعه: محمد عزير شمس - سعود بن عبد العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
مطلعها: سقتني حُميّا الحبِّ راحةُ مقلتي ... وكأسي مُحيّا من عن الحسن جلّت من أبياتها: وكل الجهات الست نحوي توجّهت ... بما تم من نسك وحج وعمرة لها صلواتي بالمقام أقيمها ... وأشهد فيها أنها لي صلت كلانا مصلٍّ واحد ساجد إلى ... حقيقته بالجمع في كل سجدة وما كان لي صلى سواي ولم تكن ... صلاتي لغيري في أدا كل ركعة ومنها: وإن نار بالتنزيل محراب مسجد ... فما بار بالإنجيل هيكل بيعة وأسفار توراة الكليم لقومه ... يناجي بها الأحبار في كل ليلة وإن خرّ للأحجار في البُدّ عاكف ... فلا وجه للإنكار بالعصبية إلى أن قال: وما زاغت الأبصار من كل ملة ... وما راغت الأفكار في منحلة وما اختار من للشمس عن غرة صبا ... وإشراقها من نور إسفار غرتي وإن عبد النارَ المجوسُ وما انطفت ... كما جاء في الأخبار في ألف حجة فما قصدوا غيري وإن كان قصدهم ... سواي وإن لم يظهروا عقد نية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي شهدتْ له بالربوبيةِ (1) جميعُ مخلوقاته. وأقرَّتْ له بالعبوديةِ جميعُ مصنوعاتِه. وأدّت له الشهادةَ جميعُ الكائنات أنّه الله الذي لا إله إلّا هو بما أودعها مِن لطيفِ صُنْعِه وبديع آياته. وسبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورضا نفسِه، وزِنةَ عرشِه (2)، ومِدادَ كلماتِه (3) (4). ولا إله إلَّا الله، الأحد