
[آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]
تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد
تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي
راجعه: محمد عزير شمس - سعود بن عبد العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
أما نسبة الكتاب إلى ابن القيم رحمه الله، فلا مجال للشك فيها. ويكفي لتوثيقها أن ابن القيم نفسه ذكره في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية، فقال في بحثه عن الاستواء: "وقد أشبعنا الكلام على هذه المسألة واستيفاء الاحتجاج لهم وبيان ما في ذلك في كتاب الشافية والكافية في الانتصار للفرقة الناجية" (1). هذا بالإضافة إلى أن معظم من ترجم لابن القيم ذكره ضمن كتبه، كما مرّ آنفًا. ثم ذكر المؤلف في هذا الكتاب كتابًا مشهورًا من كتبه، وهو الصواعق المرسلة، كما سيأتي في الفقرة التالية.
2 - تاريخ تأليفه:
اجتهدنا في البحث في كتب ابن القيم رحمه الله، وفي المصادر التي ترجمت له عن تاريخ تأليف هذا الكتاب، فلم نعثر على شيء يدل على ذلك، إلّا أنَّه يمكن الجزم بأنّه ألفه بعد كتاب الصواعق المرسلة أو أثناء تأليفه، لأنَّه قال في معرض كلامه على الجهمية الذين فسّروا الاستواء بالاستيلاء:
ولقد ذكرنا أربعين طريقةً ... قد أبطَلَتْ هذا بحسن بيانِ
هي في الصواعق إنْ تُرِد تحقيقَها ... لا تختفي إلَّا على العُميانِ
نونُ اليهودِ ولامُ جهميٍّ هما ... في وحي ربِّ العرشِ زائدتان (2)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي شهدتْ له بالربوبيةِ (1) جميعُ مخلوقاته. وأقرَّتْ له بالعبوديةِ جميعُ مصنوعاتِه. وأدّت له الشهادةَ جميعُ الكائنات أنّه الله الذي لا إله إلّا هو بما أودعها مِن لطيفِ صُنْعِه وبديع آياته. وسبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورضا نفسِه، وزِنةَ عرشِه (2)، ومِدادَ كلماتِه (3) (4). ولا إله إلَّا الله، الأحد