الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

5951 0

 [آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]

تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد

تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي

راجعه: محمد عزير شمس - سعود بن عبد العزيز العريفي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



مشاركة

فهرس الموضوعات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد. فهذا كتاب "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية" للإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزيَّة -رحمه الله تعالى- محقَّقًا على أحسن نُسَخه الخطية. مع دراسة وافية عنه، وتعليقات تحلّ مغلقه، وتفتح مقفله، وتفكّ رموزه، وفهارس كاشفة لما تضمنه. وقد كان أصل هذا العمل أربع رسائل علمية (ماجستير) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قدمها أربعة من الباحثين، وهم: محمد بن عبد الرحمن العريفي، وناصر بن يحيى الحنيني، وعبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، وفهد بن علي المساعد، بإشراف فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي. وقد اقتضى طبع هذه الرسائل في هذا المشروع المبارك -إن شاء الله تعالى- إجراء تنسيق بينها في المقدمة والتعليقات والفهارس، فأوكل ذلك إلى الشيخ محمد أجمل أيوب الإصلاحي، فكان مُجمل ما قام به ما يلي: 1 - صُنْع مقدمة موحَّدة للتحقيق مستفادة من الرسائل، مع إعادة صياغة وتحرير الفصل الأول (التعريف بالكتاب)، والفصل الخامس (نسخ الكتاب ومنهج التحقيق). أما الفصل الثاني (الشروح والتعليقات على الكتاب) فمن مقدمة العريفي، والفصل الثالث (موقف أهل البدع من الكتاب) فمن مقدمة

الصفحة

5/ 246

فصلٌ في شرابِهِمْ

5201 - يُسْقَوْنَ فِيهَا مِنْ رَحِيقٍ خَتْمُهُ ... بِالمِسْكِ أَوَّلُهُ كَمِثْلِ الثَّانِي

5202 - مِن خَمْرَةٍ لَذَّتْ لِشَارِبِهَا بِلَا ... غَوْلٍ وَلَا دَاءٍ وَلَا نُقْصَانِ

5203 - والخمرُ في الدنيا فهذا وصفُها ... تغتالُ عَقْلَ الشاربِ السَّكْرانِ

5204 - وَبِهَا مِنَ الأَدْوَاءِ مَا هِيَ أهْلُه ... وَيُخَافُ مِنْ عَدَمٍ لِذِي الوُجْدَانِ

5205 - فَنفَى لَنَا الرَّحْمنُ أجْمَعَهَا عَنِ الْـ .... ـــــخَمْرِ الَّتي فِي جَنَّةِ الحَيَوَانِ

5206 - وَشَرَابُهُمْ مِنْ سَلْسَبِيلٍ مَزجُهُ الْـ ... ــــكَافُورُ ذَاكَ شَرَابُ ذِي الإِحْسَانِ

_________

5201 - يشير إلى قوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)} [المطففين: 25، 26].                                                       5202 - يشير إلى قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47)} [الصافات: 45 - 47]. قال الضحاك والسدي: كل كأس في القرآن فهو خمر. تفسير الطبري 23/ 53 ومعنى "لا فيها غول" قال ابن كثير في تفسيره: نزّه الله سبحانه وتعالى خمر الجنة عن الآفات التي في خمر الدنيا من صداع الرأس ووجع البطن .. وذهابها بالعقل جملة. تفسير ابن كثير 4/ 7.                                                                                                                                                    5203 - اغتاله: أهلكه وأخذه من حيث لم يدرِ. القاموس ص 1344، يعني: تذهب بعقل الشارب.                                                                                                    5204 - يعني: تورثه العدم والإملاق بعد الغنى واليسار. وانظر: ما ذكره الناظم من آفات خمر الدنيا في حادي الأرواح، ص 257 (ط دار ابن كثير).                                                5206 - قال عكرمة: (سلسبيل) اسم عين في الجنة. تفسير ابن كثير: 4/ 457. يشير إلى قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} [الإنسان: 5]، وإلى قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)} [الإنسان: 17، 18]. 

قال ابن كثير في تفسيره: ويسقون يعني: الأبرار كأسًا كان مزاجها زنجبيلًا فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد وتارة بالزنجبيل وهو حار ليعتدل الأمر وهؤلاء يخرج لهم من هذا تارة ومن هذا تارة. وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفًا. تفسير ابن كثير 4/ 457.

الصفحة

971/ 1180

مرحباً بك !
مرحبا بك !