الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

5977 0

 [آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]

تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد

تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي

راجعه: محمد عزير شمس - سعود بن عبد العزيز العريفي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



مشاركة

فهرس الموضوعات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد. فهذا كتاب "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية" للإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزيَّة -رحمه الله تعالى- محقَّقًا على أحسن نُسَخه الخطية. مع دراسة وافية عنه، وتعليقات تحلّ مغلقه، وتفتح مقفله، وتفكّ رموزه، وفهارس كاشفة لما تضمنه. وقد كان أصل هذا العمل أربع رسائل علمية (ماجستير) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قدمها أربعة من الباحثين، وهم: محمد بن عبد الرحمن العريفي، وناصر بن يحيى الحنيني، وعبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، وفهد بن علي المساعد، بإشراف فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي. وقد اقتضى طبع هذه الرسائل في هذا المشروع المبارك -إن شاء الله تعالى- إجراء تنسيق بينها في المقدمة والتعليقات والفهارس، فأوكل ذلك إلى الشيخ محمد أجمل أيوب الإصلاحي، فكان مُجمل ما قام به ما يلي: 1 - صُنْع مقدمة موحَّدة للتحقيق مستفادة من الرسائل، مع إعادة صياغة وتحرير الفصل الأول (التعريف بالكتاب)، والفصل الخامس (نسخ الكتاب ومنهج التحقيق). أما الفصل الثاني (الشروح والتعليقات على الكتاب) فمن مقدمة العريفي، والفصل الثالث (موقف أهل البدع من الكتاب) فمن مقدمة

الصفحة

5/ 246

2893 - يَوْمَ الخَمِيسِ وَيومَ الاِثنَينِ الَّذِي ... قَدْ خُصَّ بالفَضْلِ العَظِيمِ الشَّانِ                                                                                                                                       * * *                                                                                                                                                                                     __________                                                                                                                                                                                            2893 - حديث عرض الأعمال على النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل اثنين وخميس، رواه ابن عدي في الكامل في ترجمة خراش بن عبد الله (3/ 945): ثنا الحسن -أي العدوي- ثنا خراش ثنا مولاي أنس بن مالك رضي الله عنه .. .، ثم ذكر أربعة عشر حديثًا منها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حياتي خير لكم وموتي خير لكم، أما حياتي فأحدث لكم، وأما موتي فتعرض علي أعمالكم عشية الاثنين والخميس، فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه، وما كان من عملٍ سيءٍ استغفرت لكم". ثم قال ابن عدي: "وخراش هذا مجهول ليس بمعروف، وما أعلم حدث عنه ثقة أو صدوق إلا الضعفاء .. . -إلى أن قال- والعدوي هذا كنا نتهمه بوضع الحديث، وهو ظاهر الأمر في الكذب". وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (حاشية الإحياء 4/ 148) -في الكلام على حديث ابن مسعود الآتي ذكره-: ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف. وهذه إشارة إلى هذا الحديث. وذكر الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (2/ 406) أن إسناده موضوع. هذا وقد جاء الحديث في مسند البزار عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه دون تخصيصه بالاثنين والخميس، فقد قال البزار: حدثنا يوسف بن موسى ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام" قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حياتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم". قال البزار: "لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد". كشف الأستار، كتاب الجنائز، باب ما يحصل لأمته - صلى الله عليه وسلم - منه في حياته وبعد وفاته، رقم (845). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 24) وقال: "رواه البزار، ورجاله 

رجال الصحيح"، ولكن قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (4/ 148): ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد المجيد بن أبي رواد وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون. ا. هـ.

وقد أورد الحديثَ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (975) وقال: (فاتفاق جماعة من الثقات على رواية الحديث عن سفيان دون آخر الحديث "حياتي ... "، ثم متابعة الأعمش على ذلك مما يدل عندي على شذوذ هذه الزيادة لتفرد عبد المجيد بن عبد العزيز بها، لا سيما وهو متكلم فيه من قبل حفظه .. . إلخ) ا. هـ.

وقد جاء الحديث بسند صحيح عن بكر بن عبد الله المزني مرسلًا، رواه القاضي إسماعيل بن إسحاق في كتاب فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ص 12 رقم (25، 26) وابن سعد في الطبقات (2/ 194). وبكر بن عبد الله المزني من أئمة التابعين، فالحديث مرسل لا يحتج به.

وقال الألباني في توجيه رواية عبد المجيد السابقة: "فلعل هذا الحديث الذي رواه عبد المجيد موصولًا عن ابن مسعود أصله هذا المرسل عن بكر، أخطأ فيه عبد المجيد فوصله عن ابن مسعود ملحقًا إياه بحديثه الأول عنه - والله أعلم".

الصفحة

653/ 1180

مرحباً بك !
مرحبا بك !