الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

7949 0

 [آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]

تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد

تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي

راجعه: محمد عزير شمس - سعود بن عبد العزيز العريفي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



مشاركة

فهرس الموضوعات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد. فهذا كتاب "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية" للإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزيَّة -رحمه الله تعالى- محقَّقًا على أحسن نُسَخه الخطية. مع دراسة وافية عنه، وتعليقات تحلّ مغلقه، وتفتح مقفله، وتفكّ رموزه، وفهارس كاشفة لما تضمنه. وقد كان أصل هذا العمل أربع رسائل علمية (ماجستير) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قدمها أربعة من الباحثين، وهم: محمد بن عبد الرحمن العريفي، وناصر بن يحيى الحنيني، وعبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، وفهد بن علي المساعد، بإشراف فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي. وقد اقتضى طبع هذه الرسائل في هذا المشروع المبارك -إن شاء الله تعالى- إجراء تنسيق بينها في المقدمة والتعليقات والفهارس، فأوكل ذلك إلى الشيخ محمد أجمل أيوب الإصلاحي، فكان مُجمل ما قام به ما يلي: 1 - صُنْع مقدمة موحَّدة للتحقيق مستفادة من الرسائل، مع إعادة صياغة وتحرير الفصل الأول (التعريف بالكتاب)، والفصل الخامس (نسخ الكتاب ومنهج التحقيق). أما الفصل الثاني (الشروح والتعليقات على الكتاب) فمن مقدمة العريفي، والفصل الثالث (موقف أهل البدع من الكتاب) فمن مقدمة

الصفحة

5/ 246

427 - وَزَعمْتَ أنَّ لعرْشِهِ أَطًّا بهِ ... كالرَّحْلِ أطَّ براكبٍ عَجْلَانِ

__________                                                                                                                                                                                          427 - الأطيط: صوت الرحل والإبل من ثقل أحمالها. اللسان 7/ 256 ومسألة أطيط العرش بالرحمن جل جلاله ورد فيها نصوص، ومما جاء فيها:

أ - حديث عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن امرأة 

أتت النبي فقالت: ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة، فقال: فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: "إن عرشه فوق سبع سموات وإن له لأطيطًا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله". الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ ص 251/ ح 574 وابن خزيمة في التوحيد 1/ ص 245/ ح 150، والضياء المقدسي في المختارة 1/ 59 كلهم من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق يوسف بن إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر به. وعبد الله بن خليفة هو الهمذاني الكوفي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ ابن كثير في التفسير 1/ 310: ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر وقال الذهبي: "لا يكاد يعرف"، الميزان 2/ 414. وقال ابن الجوزي في العلل ج 1/ 5 بعد سياقه لهذا الحديث: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإسناده مضطرب جدًا وعبد الله بن خليفة ليس من الصحابة فتارة يرويه ابن خليفة عن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتارة يوقفه على عمر وتارة يوقف على ابن خليفة، والحديث قال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 2/ ص 257: منكر. ب - حديث جبير بن مطعم عن أبيه عن جده: أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وضاع العيال وهلكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك أتدري ما تقول؟ "فسبّح رسول الله فما زال يسبّح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: "ويلك لا يستشفع بالله على أحد من خلفه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سماواته وأرضيه هكذا" وقال بأصابعه مثل القبة -وصف ذلك وهب وأمال كفه وأصابعه اليمنى وقال هكذا- "وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب". الحديث أخرجه أبو داود 4/ ص 232/ ح 4726، والآجري في الشريعة ص 293 واللالكائي ج 3/ ص 394/ح 656 وابن أبي شيبة في كتاب العرش ص 56، وابن أبي عاصم في السنة 1/ ص 252 / ح 575. وفي سنده محمد بن

إسحاق وهو مدلس لم يصرح بالسماع، التهذيب 9/ 38 قال الذهبي في العلو ص 23 عن هذا الحديث: "هذا حديث غريب جدًّا فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أم لا؟ وقال ابن كثير بعد كلامه على تضعيف حديث عبد الله بن خليفة عن عمر -السابق-: "وأغرب منه حديث جبير بن مطعم في صفة العرش كما رواه أبو داود" تفسير ابن كثير 1/ 310، وقال الألباني: "إسناده ضعيف ورجاله ثقات لكن ابن إسحاق مدلس ومثله لا يحتج به إلا إذا صرح بالتحديث"، السنة لابن أبي عاصم تحقيق الألباني ج 1/ ص 252/ح 575. وللحافظ ابن عساكر جزء في تضعيف هذا الحديث اسمه: "تبيان الوهم والتخليط فيما أخرجه أبو داود من حديث الأطيط". ولأبي الحسن بن الزاغوني جزء في تصحيحه، ذكر ذلك ابن رجب في ترجمة ابن الزاغوني في ذيل طبقات الحنابلة 1/ 181.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعدما أورد بعض أحاديث أطيط العرش: "حديث عبد الله بن خليفة المشهور .. طائفة من أهل الحديث ترده لاضطرابه كابن الجوزي .. لكن أكثر أهل السنة قبلوه .. ولفظ الأطيط قد جاء في حديث جبير بن مطعم، وابن عساكر عمل فيه جزءًا وجعل عمدة الطعن في ابن إسحاق، والحديث قد رواه علماء السنة كأحمد وأبي داود وغيرهما وليس منه إلا ما له شاهد من رواية أخرى ولفظ الأطيط جاء في غيره. مجموع الفتاوى 16/ 434 - 439 باختصار. ويحسن هنا أن ننقل كلامًا للذهبي رحمه الله في كتابه العلو ص 23 حيث قال: "الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل فذاك صفة للرحل وللعرش، ومعاذ الله أن نعده صفة لله عز وجل" [وانظر ما يأتي تحت البيت 1720].

الصفحة

152/ 1180

مرحباً بك !
مرحبا بك !